الجثة اللذيذة: تمارين إبداعية لتنمية خيال المعلق الصوتي

هل سمعتم عن "الجثة اللذيذة"؟ لا تخافوا… ليست فيلماً للرعب يضعون فيه الكاتشاب على ميت ثم يأكلونه! كلا.. "الجثة اللذيذة" هي أحد أشهر التمارين السريالية التي نستخدمها في عالم الإلقاء والتمثيل لتنمية الخيال والارتجال.

1. تمرين "الجثة اللذيذة" (The Exquisite Corpse)

فكرة التمرين باختصار هي أن يتخيل الشخص صورة لشيء معين، ثم يبدأ بتخيل الأمور التي تقوده إليها كل صورة جديدة تتشكل في ذهنه (سلسلة من التداعي الحر للأفكار).

مثال عملي للتوضيح:

• البداية بصورة: قط.
• القط يذكرك بـ: أسد (من نفس الفصيلة).
• الأسد يقودك لمشهد: افتراس غزال.
• صورة الغزال تقودك لـ: ظبي.
• الظبي يذكرك بـ: المسك (الذي يستخرج منه).
• المسك يذكرك بحديث شريف عن: الصوم (خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك).
• الصوم يقودك لـ: الصلاة.
• وأخيراً: عيد الأضحى.

لاحظ كيف قادتنا صورة "قط" بسيطة في البداية إلى صورة "عيد الأضحى" في النهاية عبر سلسلة من الخيالات المترابطة. هذا التمرين يوسع مدارك المعلق الصوتي لربط المعاني ببعضها.

2. تمرين "إذا" (لتقوية التركيز)

هذا التمرين مخصص لتنمية مهارة الارتجال وسرعة البديهة تحت الضغط.

طريقة التنفيذ:

• يقوم به شخصان.
• يحاول كل شخص تشتيت تركيز الآخر بقول جمل غير مترابطة أو بعيدة تماماً عن السياق.

مثال للحوار:

• الأول: إذا؟
• الثاني: ذهبت إلى السوق فلم أجد بطيخاً.
• الأول: لا أعتقد أني أستطيع شرب الشاي مثلجاً.
• الثاني: جميل أن أراك مبتهجاً بعد هزيمتك في تنس الطاولة.

الهدف هو الحفاظ على تدفق الحديث رغم التشويش.

3. تمرين "الحكواتي" (Storyteller)

تمرين جماعي ممتاز للمذيعين ومقدمي الأخبار.

طريقة التنفيذ:

• يقوم شخص بقراءة خبر معين بصوت عالٍ.
• يقوم الشخص التالي بإعادة سرد نفس الخبر ولكن بطريقته الخاصة.
• الشرط: عدم الإخلال بالمعلومات الأساسية، مع إضافة تفاصيل تثري الخبر من معلوماته العامة.

هذا التمرين يدربك على "الارتجال المقيد"؛ أي الارتجال داخل إطار الحقائق دون تحريفها.

والآن دوركم.. هل لديكم تمارين غريبة أخرى تمارسونها لتنشيط خيالكم؟